ميسيات

10.12.10

وفاء ....لبنان


في المنزل المجاور لمنزلنا وقفت سيارة (بيك اب )بيضاءأخذت تفرغ أمتعةً وأثاث منزلِ لمستأجرين جدد

وقد بدأت أعمال الصيانة والتركيب والطرق المتواصل لأيام أزعجتنا **لكنها أثارت في أنفسنا الفضول للتعرف على الساكنين

وكعادة سيدات الحارة وإحداهن (أمي ) فقد قررن بدء الزيارة مع تقديم واجب الضيافة والترحيب من هدايا وطعام **

وكان لابد لي أيضا من الزيارة حيث أنني كنت قد ربطت قدماي بثوب أمي حيثما ذهبَتْ ذهبتُ **

رحبت بنا سيدة المنزل التي تفاجئنا كلنا أنها "لبنانية"وقد قدمت من بلادها إثر الحرب الأهلية التي حولت بلادها إلى جحيم لايطاق أخذت تحكي لنا عن حرب بلادها واستمعنا لها بتاثر بالغ مما فهمناه لها من كلمات **

انبهرنا كلنا بها كانت تختلف عنا كثيرا وهيئتها لم نكن بعد قد اعتدنا عليها وقد بدت وكأنها نازحة من كوكب آخر أوربما كنا نحن النازحون إليها بأشكالنا البدوية المتواضعة **

عرفتنا على نفسها وكان اسمها (وفا) جميلة بحق **ولاتشبهنا في شي **بعد فترة قصيرة كانت وفاء تجلس عصر كل يوم أمام منزلها لتتأمل الناس والأطفال وهم يلعبون (كنت واحدة منهم ) وكانت تجلس على كرسيها المعتاد وأمامها صحن بذر مجفف تتقن تقشيره كالببغاوات ** لاتقوم بأي عمل سوى التأمل وأكل البذر**

ولازلت أتذكرها حين كانت ترسلنا كل يوم إلى البقالة لنبتاع لها أكياس البذر عصرا لتبدأ هوايتها المحببة !!!
*******
مضت سنوات ليست بالقليلة منذ أن تركتنا وفاء ورحلت دون أن نعلم إلى اين**
فتذكرتها اليوم أيضا حين شاهدت كيس البذر في يد ابنتي **وتخيلتها عجوزا (جميلة )تجلس أمام بيتها في بيروت وأمامها صحن البذر

تأكل منه ولاينتهي**كحروب لبنان الأهلية **

تحياتي ..الميس
posted by الميس at 11:12 PM 0 comments

6.12.10

كالعودة إلى وطني ...أوإلى بيتي




اشتقت إلى هذا المكان كثيرا ...كان يفترض بي أن اجعل هذه المدونة مخبأ سريا أخفي فيها كل ما...يفرحني أو يثيرني ...يقلقني أو يحزنني

بل حتى أحلامي وآمالي أدونها هنا

لكن ذلك لم يحدث

وما حدث أنني فجأة ابتعدت دونما سبب وبقيت أرقب المكان وكأنني أنتظر أحدا غيري ليحدث فيه تغييرا !!هكذا أنا أنسحب عندما اقترب من البوح
॥حقيقة।
لاأعرف لم أمارس عملية الهروب في كل مرةاقترب فيها من مواجهة أمر مالطالما سعيت إلى تحقيقه

॥سيبقى هذا المكان ذو حميمية لقلبي وسأعود إليه كلما أمكنني ذلك

شكرا...لكل من عاد ليبحث عني وعن جديد كتاباتي هنا ॥


اختكم ...الميس
posted by الميس at 1:52 AM 0 comments