ميسيات
27.8.08
..ليلة رعب ماليزية ..3
***********

صدمتي في الفندق تمثلت في أنه كان يشبه إلى حد ما ..الفندق المسكون بالأشباح في البرنامج الذي شاهدته من الليلة السابقة أولا ً..ثانيا أنه تم حجز نظام شقة لنا تطل على المدينة من الداخل ..وليس سويت عائلي يطل على البحر كما أوهمنا النصاب صاحب المكتب السياحي غضبنا كثيرا وحاولنا الحجز مباشرة من الفنادق الأخرى دون جدوى حتى استسلمنا للوضع فهما ليلتان سنقضي النهار منها في التجوال ..ووعدنا موظفوا الفندق بنقلنا إلى جناح يطل على البحر لليلة الثانية !! توجهنا لشقتنا لنستريح قليلا ..ثم نخرج بعدها للتجول في الأماكن القريبة ..لم يكن السكن مريحا ..وكان أشد ما أزعجني في هذه الرحلة أننا دفعنا الفي رنجت لقضاء ليلتين في هذا المكان وهو لايستحق المئتين حتى..لولا أن زوجي بدأ يهون الأمر ..ويقول لي خذي الأمر كسائحة ..فأنت لن تقضي بقية حياتك هنا !!
*******
خرجنا من الفندق ..وفضلنا أن نتجول مشيا على الأقدام لنحاول اللحاق ببعض أماكن التسوق القريبة ..فكان لابد من العبور بمبنى يشبه تماما نزُلنا الذي أقمنا فيه غير أنه بلا واجهات ..أو جدران... اساس فقط... كان شكله ليلا مخيف جدا ..أرعبني المكان ..فاقترحنا إكمال التجول في حافلة صغيرة ..
********
في الحافلة سألنا صاحبها عن أشهر المراكز التجارية ومطاعم الوجبات السريعة ..فأشار علينا بواحد ..لكن ربما لن نلحق التسوق فيه لأن المحال التجارية تغلق عند العاشرة وبعضها في التاسعة مساء ..وفعلا حين وصلنا كانت بعض المحال توشك بالإغلاق ..والعائلات الخليجية المتواجدة بكثرة هناك ..كانت تستعد للخروج والعودة كل إلى مكان إقامتها.. توجهنا لمطعم وجلسنا نتناول عشائنا بكل هدوء .حتى لم يبقى غيرنا في المكان
بعد العشاء خرجنا وكنا على موعد مع سائق الحافلة الذي أوصلنا بأن يأتي إلينا في وقت محدد
لم نجده عند خروجنا ..فتأخر علينا ..ولم يكن من السهولة إيجاد حافلة عند ذلك المكان في ذلك الوقت المتأخر..طلبت من زوجي أن يتصل بمجيد .. فالمكان مخيف جدا لأنه محاط بأشجار الغابات من كل مكان.. اتصل زوجي بالسائق.. فرد عليه بكلمات غير واضحة ..يا إلهي ماذا أصابه نظر زوجي إلي بغلق ففهمت أن صاحبنا فاقد الوعي بسسبب الشرب ..عادة سيئة لدى بعض الماليزيين ....دقائق قضيناها في قلق حقيقي فنحن في دولة نجهل الكثير من أنظمتها وقوانينها ..ولاندرك إلى أية درجة يتوفر الأمن فيها!!وأكثر خوفنا كان على الصغار طبعا ..
**********
بعد عشرون دقيقة من الإنتظار أرسل الله الينا رجلا يمتلك حافلة كبيرة تتسع لنا جميعا ..وهو رجل متدين
وقد اتفقنا معه أن يكون رفيقنا في التجول في تلك الجزيرة حتى وقت خروجنا منها ..
***********
بعد عودتنا للمبيت في الليلة الأولى ..جلست في شرفة الشقة أشاهد منظر المطر المتساقط ..لكنني انتبهت أن شرفتنا كانت قريبة جدا من ذلك البناء المهجور..تملكني خوف شديد حتى بت كأنني المح خيالات في ذلك المكان الموحش..فجلست في الصالة أحاول أن لا أملأ نفسي بالمزيد من الفزع غير المبرر..لكنني لم استطع النوم ..وكانني كنت أترقب حدث ما..لم انتظر طويلا فبعد دقائق من نوم الجميع ..رن هاتف الشقة ..تعجبت لذلك لكنني اعتقدت أن الإدارة ربما تتصل بنا لتخبرنا عن وجود مكان آخر مناسب ويطل على البحر.. رفعت سماعة الهاتف ففاجئني صوت صرخة خفق منها قلبي حتى كاد يخرج من بين أضلعي من شدة الخوف ..بالطبع زوجي كان قد صحا من غفوته عند سماع رنين الهاتف لكنه لم يكن يعلم مالذي حدث.
اغلقت السماعة بسرعة وأخبرته أنني لن أبقى هنا دقيقة واحدة.. اتصلنا بالإدارة وعبثا حاولنا أن نعرف من المتصل ..فأخبرت زوجي أنهم أشباح المبنى المجاور ..بالطبع فقد كنت متهيأه تماما لمثل هذا الإعتقاد ..أخبرني أنها مزحة سخيفة ربما من أحد النزلاء ..والحمدلله أنني كنت أحمل تسجيلا بصوت سعد الغامدي لسورة البقرة ..وإلا لكدت أن أموت ذعرا...
************
الحمدلله كان صباح اليوم التالي قمة الروعة من حيث الأجواء الغائمة والأمطار الخفيفة ..حتى أنستني رعب تلك الليلة..والليلة الأخرى نمت فيها بسرعة متجاهلة كل شئ حولي من التعب والإرهاق
*********
جزيرة لنكاوي جميلة وحالمه فيها الكثير من الأماكن التي تستحق المشاهدة كعالم الأسماك وشلالاتها الرائعة وحدائق الفواكه الشعبية..ومصنع للألماس ..وغيرها الكثيرمما يستحق المشاهدة ..لكنني كرهتها من الفندق الذي نزلنا فيه ..
************
بعد انتهاء اليومين عدنا إلى بينانج مرة أخرى ..وللأسف كانت في نظري أروع من لنكاوي وفيها السوق الليلي وهو من أروع الأسواق التي زرتها رغم أنه سوق شعبي..لكن المكتب المحترم ..حجز لنا فيها ليلة واحدة وصلنا إليها عصرا وغادرناها فجرا..
بالطبع فندقنا كان أروع بكثير في بيننج ..وله إطلالة ساحرة على البحر ...لن أنساها مطلقا فرغم تعب ذلك اليوم إلا أننا قضينا الليلة على الشرفة مع رذاذ المطر المتساقط وأصوات الأمواج الخفيفة
سأترككم مع بعض الصور الخاصة بالرحلة
تحياتي ...الميس

0 Comments:
Post a Comment
<< Home